وکالة أنباء الحوزة - لقد كان للإمام الخميني قدس سره الشريف أثراً بالغاً على العالم الإسلامي وتعدى ذلك ليؤثر على كل مجريات السياسة في العالم وقد كان أثره ذو ابعاد عدة اكتفي حسب فهمي القاصر بذكر بعدين أساسيين الأول أنه أحدث صحوة إسلامية اهتدى بهداها ملاين الشباب، وانارت طريق الشعوب المستضعفة في العالم الإسلامي على امتداده الجغرافي والمذهبي، وهذه الصحوة لم تكن صحوة مذهبي او اقتصرت على اتباع المذهب الشيعي، وانما شملت كل المسلمين على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وبدأت براعم الإنتماء للخط الإسلامي الثوري المناهض للظلم والجور تنمو، وتترعرع في ربوع العالم الإسلامي وكان للبحرين نصيب من هذا الشعاع الذي اشعل جذوته الإمام الخميني.
بنقاء خطابه واصالته ليؤثر على النخب والعوام من الناس واستمرت الشعوب في النهل من نمير فكره بتوازي التأثر بسلوكه العملي المجسد للزهد والتقوى والشجاعة والإتكال على الله وحده، ثم ايمانه بالشعوب وقدرتها على النهوض وعمله بالتكليف الشرعي من دون أن يكون له ادنى طمع بالدنيا أو حب الرئاسه والزعامه.
وهو الذي يُنسب له انه قال بعد أن انتصرت الثورة في ايران، وصار موقعه قائداً لها "افضل أن تسموني خادماً على أن تقولوا قائداً" حتى انه غادر هذه الحياة دون أن يخلف ورثاً مادياً، وما كان قد ورثه من والده اوصى بتوزيعه على الفقراء.
هذه الصفات التي ميزت روح الله الخميني مع خطابه الشجاع وثورته العارمة وانتصارها وتقواه وعلمه واهم عنصر لديه، وهو عمله واخلاصه لله جعلته قائدا لا نظير له في الزمن المعاصر.
البحرين كما باقي دول المنطقة كان مقدراً أن تصلها اهتزازات انتصار الثورة الإسلامية التي قادها هذا الإمام العظيم، وكان مقدراً لشبابها ان يستنيروا بنور شعاع العدالة التي نادى بها هذا الإمام ورغم الهجوم الوحشي على الثورة وقائدها من دول الإستكبار وعملائهم في المنطقة إلا انهم لم يسطيعوا حجب فيوضات هذه الثورة، ولم يستطيعوا حجب صوت وخطابات هذا الإمام من أن تصل إلى قلوب شباب العالم الإسلامي المستضعف وعندها ورغم السجون التي اعدت لشباب البحرين وكل من توجد لديه فقط صورة الإمام الخميني إلا أنه لم يكن عذاب السجون الظالمة ليثني المتعطشين للحرية وللقيم ولمقارعة الاستكبار ونصرة فلسطين والوقوف في وجه الظلم من المضي قدما للإهتداء بهذا الإمام وفكرة الناصع، وعظمت التضحيات التي قدمها شعب البحرين نتيجة لمواقفه مع الحق والعدل.
لقد كانت البحرين تحتشد تحت منابر ومحاريب لعلماء اعلام نهلوا من عذب فكر ومنهج هذا الإمام العظيم، ولقد كان من أبرزهم سماحة آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم حفظه الله والذي كان يخطب في مساجد العاصمة المنامة، ويحتشد خلفه للصلاة آلاف الشباب الذين انشدوا لفكر الإمام الخميني ونهجه السديد.
ولقد كانت هتافات التنديد بالإستكبار تعتلي من حناجر المصليين المؤمنين ليزداد شوق جيل الثمانينات تعلقاً بثورة الإمام، ويوصل هذا الجيل للجيل الذي تلاه شعلة هدي هذه الثورة؛ الثورة التي تقف اليوم مع المستضعفين في فلسطين واليمن والبحرين ولبنان والعراق وكل العالم مع الإمام الخامنئي في وجه قوى الإستكبار وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها اللقيطة إسرائيل، تقف هذا الموقف الممتد من فجر الثورة ومنذ سقوط عرش الطاغية وزوال البهلوية في ايران وقطع يد الصهيوأمريكية وهيمنتها على إيران.
الإمام الخميني قدس سره الشريف بين بسلوكه وفكره ومنهجه وافعاله قبل اقواله عوامل الإنتصار وأولها العمل لله وليس للزعامة وحطام الدنيا الفانية، وبعدها محاربة النفس الأمارة بالسوء واخراح حب الدنيا من القلب ثم مواجه الظلم والجور ونصرة المستضغفين كان كله لله وحتى آخر نفس.